تشهد أسعار الذهب والفضة تغيرات ملحوظة نتيجة لعوامل اقتصادية وجيوسياسية متعددة، بالإضافة إلى الطلب المتزايد على المعادن الثمينة.
لقد أدت هذه العوامل إلى زيادة قيمة كلا المعدنين الثمينين، مما جعلهما خيارات استثمارية جذابة في الأوقات غير المستقرة. حتى تاريخ 23 أكتوبر، أغلق سعر الذهب عند أكثر من 3,785 دولارًا كنديًا للأونصة الطروية (31 جرامًا)، وهو أعلى مستوى مسجل، بينما شهدت أسعار الفضة في كندا أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها خلال عام واحد عند 48.18 دولارًا كنديًا للأونصة الطروية في نفس اليوم.
أظهرت أسعار الذهب خلال عام 2024 أداءً إيجابيًا مقارنة ببعض المؤشرات المالية الأخرى. يرى المحللون أن عوامل مثل التضخم والتغيرات في قيمة العملات العالمية والتطورات الجيوسياسية قد ساهمت في زيادة أسعار الذهب. بالإضافة إلى ذلك، فإن خفض أسعار الفائدة غير المتوقع من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الأنباء أسوشيتد برس، يظل الطلب من البنوك المركزية قويًا، متجاوزًا المتوسط الخمس سنوات. يعزو جو كافاتوني من مجلس الذهب العالمي هذا إلى تزايد المخاوف بشأن التضخم والاستقرار الاقتصادي. كما يتوقع أن تؤدي جهود التحفيز الأخيرة في الصين لتعزيز الإنفاق الاستهلاكي إلى زيادة الاستثمار بالتجزئة في الذهب، مما يدعم أداءه القوي.
على مدار الـ 12 شهرًا الماضية، ارتفع سعر الفضة بنسبة حوالي 47٪ — ففي العام الماضي، كانت الفضة تتداول بحوالي 34 دولارًا للأونصة. يتم دفع زخم الفضة الصاعدة بالعديد من نفس العوامل، بما في ذلك عدم اليقين الاقتصادي وزيادة الطلب على الأصول الآمنة. بالإضافة إلى ذلك، يلعب دور الفضة كمعادن صناعية، خاصةً في قطاع الطاقة المتجددة، دورًا في زيادة أسعارها. مع تطور التقنيات الخضراء، تلعب الفضة دورًا مهمًا في الصناعات التكنولوجية مثل الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية.
يميل بعض المستثمرين إلى متابعة أسعار الذهب والفضة كخيار لتحليل الاتجاهات الاقتصادية وتقلبات السوق. بينما يجذب سعر الذهب القياسي الأكثر الانتباه، فإن الدور المزدوج للفضة كمعادن صناعية ومخزن للقيمة قد زاد من جاذبيتها خلال هذه الفترة من عدم اليقين.
يواصل المحللون مراقبة السوق عن كثب، مشيرين إلى أنه رغم بقاء الطلب قويًا على كلا المعدنين، فإن عدم اليقين في الأحداث العالمية قد يؤثر على الأسعار المستقبلية. ومع ذلك، فإن التغيرات الأخيرة في أسعار الذهب والفضة تشير إلى استمرار اهتمام المستثمرين بالمعادن الثمينة خلال الفترات الاقتصادية المتقلبة.
أكد نيلس كريستنسن، محلل مالي في Kitco News، على الارتفاع الأخير في أسعار الفضة، مشددًا على أن اختراق الفضة سعر 33 دولارًا للأونصة يشير إلى تحول كبير في ديناميات السوق. يعزو هذا الزيادة إلى قلة العرض، وزيادة الطلب، وضعف الدولار الأمريكي. وبالمثل، أشار جيم ويكوف، محلل آخر في Kitco، إلى أن كل من أوروبا والصين هما الدافعان الرئيسيان وراء المكاسب الأخيرة في أسعار الذهب، حيث تساهم التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي، إلى زيادة كبيرة في الطلب على المعادن الثمينة كتحوط ضد عدم اليقين.
شهد سوق الفضة في عام 1980 تغييرات كبيرة نتيجة لقرارات تنظيمية أثرت على عمليات الشراء والبيع، مما أدى إلى تقلبات كبيرة في الأسعار. أدى ذلك إلى بيع جماعي ضخم، مما تسبب في انخفاض حاد في أسعار الفضة. تظل الأحداث المحيطة بهذا الذروة التاريخية في عام 1980 تذكيرًا بطبيعة المعدن المتقلبة والقوى السوقية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قيمته.
ملحوظة: يُقدم هذا المقال لأغراض إعلامية فقط ولا يشكل نصيحة استثمارية. يُنصح بإجراء البحوث الشخصية واستشارة خبراء ماليين قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
المصدر: Canadiancoinnews